كشفت الحرب الأخيرة بين النادي الأهلي و الفضائيات عن وضع في غاية الخطورة . . و هو توزع و تشتت اتحاد الكرة أو أغلب مجلس إدارته بين جهتين فمن ناحية يعتبر اتحاد الكرة هو الممثل و المتحدث باسم الجمعية العمومية التي اختارته ليكون راعيا لها .
و من ناحية أخري يعمل معظم أعضاء اتحاد الكرة في الفضائيات المختلفة التي باتت – شئنا أم أبينا – الطرف الثاني في النزاع علي حقوق البث الفضائي . . و ترتبط أسماء كبيرة في اتحاد الكرة مثل شوبير نائب رئيس الاتحاد صاحب البرنامج الشهير في قناة الحياة و يقال إنه أيضا يمارس عملا إداريا مسئولا في القناة ، و أيمن يونس المحلل بقناة مودرن و الذي تتردد شائعات عن كونه واحدا من المخططين للقناة ، بينما يعمل مجدي عبد الغني و يتردد علي أكثر من قناة و لا شك في أنه يتقاضي أجرا علي هذا العمل و هذا حقه الأصيل بطبيعة الحال . و كذلك الكابتن محمود بكر الذي يمتهن مهنة التعليق التلفزيوني و يتنقل من قناة لأخري . و لا شك أن هذه الحالة قد أنشأت التزاما بين هؤلاء و الفضائيات التي يعملون بها فهم متورطون بالمعني الحميد للكلمة في الدفاع عن هذه الفضائيات يحرصون علي مصالحها و يدافعون عنها بما أنها أحد مصادر الرزق الشريف لهم فولاؤهم لهذه القنوات حتمي تفرضه الأعراف و القيم و المبادئ . شش
و هم كما تقدم محامو الأندية . و من هنا تنشأ الأسئلة حيث إن هؤلاء الأساتذة الذين نجلهم و نقدرهم بوصفهم من نجوم المجتمع المصري
منوط بهم التفاوض باسم الأندية مع الفضائيات سابقة الذكر من أجل حقوق الأندية فيما يتعلق بالبث الفضائي و إذاعة المباريات ، و لكنهم في الوقت نفسه يعتبرون من العاملين في هذه الفضائيات . مما قد يظن معه و لو خطأ أنهم أصحاب مصلحة متعارضة بصفتهم الثانية .
و نحن إذ نقدر فيهم الأمانة و الشرف و لا نتهم أحدا منهم دون دليل ملموس فإنا بكل تأكيد لا نوافق علي هذا الوضع الملتبس الذي يهيئ المناخ الملتهب أساسا للاشتعال في أي وقت و أي زمان . . .
و الحال نفسه ينطبق علي مجموعة كبيرة من الصحفيين الذين يمارسون عملا مزدوجا إذ تطالعنا في الصباح أقلامهم لتقود و تنير الطريق لعقولنا و في المساء نجدهم علي نفس الفضائيات مقدمين للبرامج و معدين أو متعاقدين معها بأية صيغة كانت .
و من هؤلاء علي وجه الخصوص جماعة من الصحفيين أصحاب القلم الحر و النزاهة المعروفة و المواقف الوطنية المشرفة من أمثال الأستاذ إبراهيم حجازي و الأستاذ حسن المستكاوي . و بالنسبة لي شخصيا أتوقف عند هذين الكاتبين كثيرا دون غيرهما . و أسألهما : هل هذه نهاية المطاف لكما بعد هذا التاريخ الطويل و النضال من أجل استقلالية الكلمة ؟ هل ينتهي الأمر بكما في خانة واحدة مع من يدافعون عن الفضائيات مصدر رزقهم ليلا ثم يستكملون الأمر بالهجوم علي الأهلي صباحا عبر أعمدتهم و مدادهم الأسود
لا شك أن أمركما مختلف و منطقكما مختلف و شرفكما رفيع . .
و لكن الإناء الناضح بالقذارة سيصبكما بمثل ما أصاب به الآخرين . . . .